جودت فخر الدين: الكتابة للطفل جزء من تجربتي الشعرية وقصيدتي موزونة
التاريخ: مايو 3, 2014, 15:00 - 00:00
الموقع: أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة
حول كتاب "ثلاثون قصيدة للأطفال" الذي أهل الشاعر اللبناني جودت فخر الدين، للحصول على جائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع أدب الطفل، كان الحوار الثاني مع الفائز الذي تحدث في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في حوار أداره الدكتور محمد بنيس، عضو الهيئة العلمية للجائزة، والذي أشار إلى أن هذا العمل متميزاً عن جميع الأعمال التي قدمت للجائزة، وكان عملاً بدون منافس حقيقي.
وعن محتوى الكتاب قال فخر الدين: كنت أقدم قصيدة للأطفال كل شهر لمجلة متخصصة، فتجمعت لدي مجموعة من القصائد، واخترت منها ثلاثين قصيدة نشرتها في كتاب.
مستوى لغوي:
أكد الشاعر جودت فخرالدين: على أن فوزه بالجائزة كانت مفاجأة جميلة جداً. وقال "استخدمت خبرتي في كتابة الشعر، واستخدمت الخبرة التي لها علاقة لغوية، فمعظم القصائد موزونة".
كما قيم مستوى الكتابة التي توجه للطفل واصفاً إياها بأنها متوسطة أو ضعيفة المستوى، وقال: الكثيرون يعتقدون أن الكتابة للطفل سهلة، أو يمكن أن يكتب للطفل أي شيء. بينما أجد أن الكتابة للطفل مسؤولية كبيرة، وفيها قدمت له الفكرة بلغة سهلة مناسبة تحافظ على العمق، وتقدم شعراً وفي الوقت ذاته، تحفز خيال الطفل.
وقال تعتبر كتابتي للطفل جزءاً من تجربتي الشعرية، حتى ولو جاءت بتحفيز، إلا أن هذه التجربة جزء أساسي من تجربتي. وهو ما دفع بينس للقول أن تجربة الكتابة تحتاج إلى جرأة وتحتاج إلى ملاحظة. فوافقه جودت قائلاً: أؤكد على فكرتكم فنحن معشر الشعراء تأتينا القصيدة عفو اللحظة، وأحياناً يمر الزمن ونحن لا نفعل شيئاً، إلى أن يأتي من يحرضنا.
لغة الطفل
قال بنيس: الكتاب أعادني إلى الطفولة ولكن لم يعيد الشيخ إلى صباه، وأرجعني إلى الأناشيد التي كان فيها نوعاً من البراءة وحب الحياة، فالقصائد جاءت في وقت صعب جداً فيه الكثير من أدب الطفل الموجه أيديولوجياً، فهل لديك وعي بأن ما تكتبه هو استعادة لبراءة الطفل؟
وأوضح فخرالدين: كان لدي الوعي أن أدب الطفل ينبغي أن يكون أدباً وينبغي أن يكون شعراً قبل أن يكون توجيهاً، ويجب أن يحتوي على قيمة فنية قائمة على التخيل تجعل الطفل يحب الشعر وبعد ذلك اللغة العربية، وعندما نجعل الطفل يحب القصيدة وعادة ما ينجذب الطفل، إلى ما كل هو جميل، وفي قصائدي هذه أضمن قيمة فنية شعرية من خلال قصائد موجهة للأطفال.
سأل بنيس الكتاب لا يحدد فترة زمنية محددة للأطفال، مكتوب في صفحاته الأولى للأطفال فوق الخامسة، فهل فكرت ما هو معيار لغة الطفل؟
وأجاب فخر الدين لست دقيقاً في هذا الأمر، فكتبت أنه موجها للطفل من خمس سنوات وما فوق، فبعض القصائد قد تكون أسهل من غيرها. مثلاً قصيدة "عصفور أزرق" سهلة، ومن الممكن لابن الخامسة أن يقرأها ويفهمها. بينما تحتاج قصائد أخرى إلى عمر أكبر من هذا. بالمجمل هناك أفكار تطرح عليه الأسئلة وهذا هو المطلوب.
وعاد بنيس للتعليق حول نفس المحور قائلاً: في اللغة الانجليزية يحرر الكتاب بأسلوب موجه للطفل من خمس إلى تسع سنوات، ونفس الكتاب يحرر للطفل من 9 إلى 14 سنة، ويعتمد على معيار مهم وهو المعجم اللغوي للأطفال.
فأوضح فخر الدين عند الأجانب سياسات تربوية لا تقتصر على الجهود الفردية، وخصوصاً الانجليزية، بل هناك في الغرب مادة الكتابة الإبداعية التي تكتشف المواهب، ونحن لا نريد من الطلاب أن يصبحوا كلهم شعراء بل أن يتعلموا الشعر فقد يصبحوا نقاداً أو متذوقين للشعر. واستشهد جودت بتجربة أحمد شوقي وقال أنه كتب للطفل بالصدفة كما حدث معي، وكان جهده فردياً، وإذ كان الأمر يتعلق بالصغار فيجب وضع سياسة تربوية.
وعلق بنيس في العالم العربي لا توجد كتاب متخصصين بأدب الأطفال فهذا يحتاج إلى ثقافة معينة.
قصائد موزونة
لماذا كانت القصائد موزونة هكذا سأل بنيس جودت الذي أوضح: هذا خياري لقناعتي بأن القصيدة الموزنة تلقى قبولاً لدى الطفل على الأقل، وتكون أبسط بالنسبة له. ومن ثم قرأ قصيدة "جيران" ليبين أنه لو تخلى عن الوزن والقوافي لما تبقى شيئا من شعرية القصيدة، وقال الطفل ينجذب لهذا الإيقاع، وسوف يحفظها بهذا المعنى بسهولة دون تفريط بالقيمة الشعرية، وهذا التحدي الأكبر في كتابة القصيدة وأضاف: كتبت أيضاً القصيدة الموزونة التي تكتب بالحديثة وحافظت على القيمة الشعرية مثل قصيدة "الصفر" هذه القصيدة من الممكن أن تكون بدون قوافي، ولكنها موجودة ولها أبعاد رياضية ووجودية بما يشعر به الصفر. عندما يكون وحيداً. وهكذا حاولت في الكتاب أن أنوع بين الأوزان والقوافي.
وحول إن كان قد قيم ردة فعل الأطفال كما سأله بنيس أوضح: لم أقيم ردة الفعل، إنما قيل لي أنها جربت في المدارس وفي بعض البيوت وكانت ردة الفعل مشجعة، فالكتابة التعليمية الموجهة للطفل يجب أن تكون غير منفرة.
الأستاذ الدكتورجودت فخر الدين من لبنان
الدكتور جودت فخرالدين من مواليد السلطانية – لبنان عام 1953. جمع العلم والأدب في دراسته حيث حاز على شهادة الماجستير في الفيزياء ومن ثمّ شهادة الدكتوراه في الأدب العربي . مارس تدريس مادة الفيزياء في التعليم الثانوي كما عمل في مركز الأبحاث اللغوية والتربوية في بيروت، وشارك في تأليف بعض المعاجم، ويعمل منذ عام 1985 أستاذا للأدب والنقد في كلية الآداب - الجامعة اللبنانية .
لفخرالدين أبحاثوقصائد منشورة في العديد من الصحف والمجلات العربية, كما شارك في كثير من الندوات والمهرجانات الأدبية في بلدان عربية وأجنبية .صدر له مؤلّفات شعريّة وأدبية منها: "أوهام ريفية"، "أقصر عن حبك"، "للرؤية وقت"، "قصائد خائفة".