النشر متعدد اللغات في فرانكفورت
التاريخ: أكتوبر 18, 2008, 13:00 - 00:00
الموقع: فرانكفورت، ألمانيا
اقيم على هامش معرض فرانكفورت حلقة نقاشية حول " النشر متعدد اللغات" برعاية جائزة الشيخ زايد للكتاب ومشاركة كل من الدكتور علي راشد النعيمي عضو الهيئة الاستشارية للجائزة والمترجم الالماني هارتموت فاندريش والناشر العراقي خالد المعالي وحضور عدد من المترجمين ودور النشر العربية والالمانية والمهتمين.
وتحدث الدكتور علي راشد النعيمي عن الجائزة وقال انها تهدف الى نشر الثقافة العربية على مستوى العالم وتشجيع الحوار بين الثقافات والندوة تمثل نموذجاً لهذا التعاون مع الجانب الالماني الذي يملك اليوم مقومات كبيرة للتعاون الثقافي من ابرزها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب مما يتيح للجائزة ان تقدم نفسها للعالم. كما وقدمت الندوة فرصة لمناقشة ترجمة الكتب العربية للالمانية و تحدث الدكتور هارتموت، والذي ترجم أكثر من 40 عملا من العربية، عن واقع ترجمة الكتب العربية للالمانية وقال " ان وصول الكتب العربية للسوق الالماني يمر في خطوات تشكل سلسلة من اربع صلات وهي تبدأ من اهمية الكتاب العربي الذي يراد ترجمته والذي من الضروري ان يكون ذو قيمة ادبية تعكس الهوية والثقافة العربية، ويتبعها وجود قاعدة من القراء المهتمين بالثقافة العربية و مترجمون ذو كفاءة عالية في الترجمة من اللغة الاصل ودور نشر على استعداد لنشر وتوزيع الكتاب واخيرا الترويج عن هذه الاعمال لالقاء الضوء عليها" واضاف بان "العناوين المترجمة من العربية للالمانية لا يتعدى 150 سنويا و هذا الرصيد المتواضع ابتدأ منذ عدة عدة سنوات عندما كانت الكتب العربية توضع تحت لافتة تحمل عنوان "من العالم الثالث" ومعظمها كانت تتناول قضايا سياسية لا يتفق معها الالمان او كتبا تحتاج لدراية ومعرفة متعمقة في التاريخ العربي لفهمها."
وردا على ما تناولته بعض المداخلات الخاصة بالجمهور من أن بعض الأدباء يكتبون عن قضايا معينة حتى تترجم، دافع د. هارتموت قائلا بالرغم من ان ذلك صحيح في بعض الحالات لكنه لا يود ان يعكس هذا الانطباع لدى المؤلفين العرب لما قد يكون له من تاثير السلبي على جودة مضمون الادب العربي. وتحدث خالد المعالي الى تجربته في المانيا كناشر عربي وحول نشر طبعة ثانية للكتاب المترجم واوضح حقيقة مؤسفة في فشل اصداره لطبعة ثانية للمؤلف غونتر غراس الحائز على جائزة نوبل ، بالرغم من اهميته. واشار المعالي الى وجود "مشكلة كبيرة في دعم دور النشر الصغيرة لتقوم بنشر وتسويق الكتب المترجمة خاصة مع تناقص مبيعات الكتب المترجمة من العربية للالمانية." واضاف الدكتور هارتموت انه هناك عوائق كثيرة تواجهها الكتب العربية المترجمة وصرح " هناك مؤلفين عرب ينجحون نجاحا كبيرا عند ترجمة كتبهم للالمانية فمثلا مثل ابراهيم الكوني واميلي نصر الله الذين لاقت كتبهما نجاحا تلو الاخر. وهناك بعضهم ممن لا يلاقون ذلك النجاح بسبب مضمون الكتاب فمثلا مؤلفات جمال الغيطاني اعتبرت معقدة وتحتاج الى خلفية سياسية لدى القارىء الالماني لفهمها" ويقول د. هارتموت أننا نعيش فى عصر الحوار وتداول الإنتاج الثقافى وتفرض هذه العولمة انفتاح المجتمعات والثقافات على بعضها البعض تواصلا فى الكتابات والأفكار بين العالم العربى والغرب، وعن شروط اختيار الاعمال العربية التي تترجم للألمانية قال هارتموت انه شخصيا يميل الى ترجمة الروايات التي تجسد الادب العربي حتى يمكنه أن يعطي للقارئ الألماني فكرة واضحة عن واقع المجتمعات العربية. وتاكيدا على اهمية دور النشر اختتم الدكتور علي النعيمي الندوة قائلا "ان النشر هو الرابط الثقافي والحضاري بين دول العالم فهي تحفز التعرف على الثقافة العربية وتزيد من الرصيد المتواضع للكتب العربية ".