بحضور نخبة من الكتاب والناشرين العالمين نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب ملتقى في معرض فرانكفورت
التاريخ: أكتوبر 15, 2008, 19:00 - 00:00
الموقع: فرانكفورت، ألمانيا
نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب ملتقى ثقافيا بعنوان "الجوائز الأدبية وأثرها على سوق الكتاب العالمي: جائزة الشيخ زايد للكتاب"، بمركز السياسة والأدب والترجمة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب يوم السبت الموافق 15 أكتوبربمشاركة الروائي إبراهيم الكوني من ليبيا والفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الاداب 2008 والأديب ناصر الظاهري من الإمارات العربية المتحدة وادارة المترجم هارتموت فينندريتش من ألمانيا وبحضور القائم بأعمال سفارة دولة الامارات في بون خالد بن غليطة وجمع غفير من الكتاب والمثقفين الألمان والمهتمين بالثقافة العربية وزوار المعرض.
وقام هارتموت فيندريش بتقديم المحاضرين منوها في البداية على أهمية جائزة الشيخ زايد الكتاب كونها لعبت دورا إيجابيا في التأسيس لحركة تأليف إبداعية وعلمية في العالم العربي، وجسر الهوة بين الثقافات، وتسريع نقل الآداب المحلية إلى السياق العالمي. ثم قام مدير الملتقى المترجم فيندريش الذي نقل أعمال العديد من الكتاب العرب إلى الألمانية من بينهم غسان كنفاني وإبراهيم الكوني وادوارد خراط وجمال الغيطاني وعلاء الأسواني بطرح عدة تساؤلات على المحاضرين تدور حول الخصائص التي تتميز بها جائزة الشيخ زايد للكتاب وكيفية تأسيس جوائز أدبية تثير حراكأ ابداعياً عالمياً.
العمق والتأثير مقابل البريق الاعلامي للإسم
وتعقيبا على الاسئلة، اشار الأديب ناصر الظاهري إلى أن الجوائز العربية في معظمها غير مؤسسة على تقاليد أصيلة وقواعد موضوعية تتسم بالحيادية، وإنما تتحكم بها نزعات مسيّسة تؤدي بالضرورة إلى نتائج مؤدلجة، مما يجعل سمعتها تحت المحك، وأضاف بأن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي استثناء في هذا السياق، لها خصوصية تجعلها مميزة لأنها تمنح على عمل بعينه يتميز بالجدة والعمق والتأثير دون النظر إلى بريق الأسماء وتاريخ المبدع، ما عدا فرع شخصية العام الثقافية التي تمنح إلى شخصيات أسهمت في الالتقاء بين ثقافتين وأثرت تاثيرا ملحوظا في الثقافة، وأعطت بإخلاص وتفان لأهداف إنسانية ولخدمة الثقافة، وبشكل عام فإن الجائزة نجحت في التأسيس لحركة ثقافية جديدة أدت إلى تطوير صناعة الكتاب، واقترح الأديب ناصر الظاهري ضرورة أن تلازم الجائزة الفائز عن طريق تقديمه في المحافل الدولية وتسهم في نقل كتبه إلى اللغات الأخرى، وتقوم أيضا بدعمه ورعايته لأنه بعد فوزه بالجائزة أصبح جزءا منها وسفيرا لها.
الجوائز الادبية بين التأبين و التشجيع
أما الروائي إبراهيم الكوني فاضاف مشيدا بالدور الذي قامت به جائزة الشيخ زايد للكتاب من تطوير صناعة الكتاب العربي وتنميته وتشجيع الكتاب والباحثين، وقد غدت منبرا حضاريا يسهم بفاعلية في تجديد الثقافة وتطويرها وتقديمها للعالم، وقال: إن بعض الجوائز الأخري محكومة بآليات كثيرة تسببت في عرقلة الرسالة الثقافية للجوائز بوصفها سفيرا للغة والثقافة لدي العالم وقال إن العبث بالقوانين التي تحكم الجوائز تؤثر سلبا في تحقيق أهدافها، وذكر بأن التحديات التي تواجه الجوائز تكمن في تغليب النزعة الأيدلوجية في مقاربة النصوص، وهذا ما أثر سلبا في الثقافة العربية طوال القرن الماضي حتي صار مقياسا لتقبل الادب، علاوة على تغليب العلاقات الشخصية علي قيمة العمل الادبي، ومراعاة عامل السن واتاحة الفرصة للمترشح الاكبر سنا للفوز في مقابل الاصغر سنا كأن الجوائز الأدبية نوع من التأبين وليس لإعلاء شأن الثقافة والأدب.
وأشار إلى أن الإنبهار بالحضور الاعلامي للمرشح وتفضيله علي أقرانه الأقل حضورا الى حد يوحي باعتناق وجهة نظر مسبقة بل وتجاهل النص وعدم قراءته أيضا. ووضح أن هذه العوامل لابد أن تؤدي في النهاية الى استبعاد الادب الحقيقي الجاد في مقابل الترويج الى الادب السئ مما يكون عائقا أمام تقبل الأدب العربي عالميا خاصة إذا انتقل ليلعب دورا مهما في المحافل الدولية للثقافات الأخرى، فبدل من أن يكون ممتعا ومفيدا يصبح ضيفا ثقيلا غير مرحب به بسبب اغترابه أولا كقيمة في بيئته الاصلية، والأدب الذي يغترب في بيئته لا يمكن أن يكون سفيرا لثقافته عند الآخرين الذين نجحوا في صناعة قوانين أدبية عريقة.
وأكد إبراهيم الكوني بأن جائزة الشيخ زايد للكتاب نجحت في تجاوز هذه التحديات، ولذلك أضحت جائزة مرموقة لها مكانتها العالمية التي يحرص المبدع ويتطلع إلى نيلها.
ويأتي هذا الملتقى في سياق سلسة من اللقاءات والنشاطات الخارجية التي تقوم بها الجائزة للتعريف والتواصل مع المبدعين والمؤلفين والناشرين العالميين. ويذكر ان جائزة الشيخ زايد للكتاب تأسّست عام 2006 وهي جائزة مستقلة ومحايدة تمنح بشكل سنوي للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب تكريما لمساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، وتحمل اسم مؤسس دولة الامارات المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وتبلغ القيمة الإجمالية لها سبعة ملايين درهم إمارتي وتنقسم إلى تسعة فروع تشمل التنمية وبناء الدولة، أدب الطفل، جائزة المؤلّف الشاب، الترجمة، الآداب، الفنون، أفضل تقنية في المجال الثقافي، النشر والتوزيع وجائزة شخصية العام الثقافية.
عن المحاضرين
يذكر أن إبرهيم االكوني فائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الاداب لعام 2008 عن روايته "نداء ما كان بعيدا " كما نال جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى التي تمنحها الحكومة السويسرية أرفع جوائزها، وذلك عن مجمل أعماله الروائية المترجمة إلى الألمانية. كما اختارته مجلة «لير» الفرنسية بين خمسين روائياً من العالم اعتبرتهم يمثلون اليوم «أدب القرن الحادي والعشرين»، وسمتهم «خمسون كاتباً للغد». يعد الأديب ناصر الظاهري من الكتاب الروائيين الإماراتيين، وله عمود يومي في جريدة الاتحاد، وعمل في الحقل الإعلامي والصحفي وأقام عدة معارض وشارك في العديد من المؤتمرات الثقافية والإعلامية في مختلف دول العالم، ونال عدة جوائز من أكثر من بلد .