جائزة الشيخ زايد للكتاب تعلن أسماء الفائزين بفروع دورتها السابعة
أبوظبي،
أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن أسماء الفائزين بفروع دورتها السابعة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته الجائزة في أبوظبي أمس الثلاثاء حضره سعادة محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي، وسعادة جمعة القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عضو مجلس الأمناء، والأمين العام للجائزة الدكتور علي بن تميم، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام الورقية والمرئية والمسموعة.
وقال سعادة جمعة القبيسي في كلمته إن "إقبال الباحثين والمبدعين والكتّاب والمؤلفين على المشاركة في فروع الجائزة حتى وصل عددهم في هذه الدورة إلى 1262 مشاركة، يعدُّ مؤشراً إيجابياً يؤكد أن الفرصة قد منحت لمعظم العاملين في حقول الفكر والثقافة والمعرفة والإبداع".
وفي كلمته استذكر الدكتور علي بن تميم أمين عام الجائزة الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي أسس المعرفة، ووضع مشعل العلم والثقافة والفكر ليكمل المسيرة من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (يحفظه الله)، والفريق أول سمو الشيخ محمَّد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلَّحة.
واستعرض في كلمته التي أعلن فيها عن أسماء الفائزين في هذه الدورة مراحل عمل الجائزة منذ فتح باب الترشح في أبريل العام الماضي حتى غلقه في أكتوبر من العام نفسه، وأشار إلى إقبال الجائزة في هذه الدورة على تنفيذ التغيرات الخاصة بإعادة تعريف وتوصيف ودمج بعض فروعها، والعمل بالفرع الجديد؛ فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى. وأشار إلى دعم الجائزة للناشرين والمتمثل بشراء 1000 نسخة من كل كتاب فائزة.
وتطرق الأمين العام إلى مراحل عمل الجائزة ابتداءً من استقبال المشاركات، مروراً بعرضها على لجنة القراءة والفرز، ومن ثم على الهيئة العلمية، وصولاً إلى إقرارها من قبل مجلس الأمناء. وبعدها أعلن عن الفائزين بحسب فروع الجائزة، وهم:
أولاً: جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة
وفازت بهذا الفرع الدكتورة إليزابيث سوزان كسّاب من لبنان، عن كتابها (الفكر العربي المعاصر.. دراسة في النقد الثقافي المقارن)، والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2012. في كتابها هذا، عرضت المؤلفة الجدالات العربية المعاصرة حول قضايا الثقافة من منظور مقارن بهدف الوقوف على محدّدات الوعي بالذات الثقافية في فترة ما بعد الاستعمار، وهي دراسة مستوفية لموضوعها، تتميز بكثرة المصادر والمراجع النوعية، وموائمة المنهج، ودقة المفهومات والمصطلحات المستعملة، وأهمية النتائج والمعارف التي توصلت إليها.
ثانياً: جائزة الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب
وفاز بجائزة المؤلِّف الشاب الدكتور عادل حدجامي من المغرب، عن كتابه (فلسفة جيل دولوز في الوجود والاختلاف)، والصادر عن منشورات دار توبقال للنشر، المغرب 2012 .تفصح هذه الدراسة عن ذكاء قرائي يمكن مؤلفها الشاب من النفاذ إلى العالم الفكري لفيلسوف كبير يعد من الفلاسفة المعاصرين البارزين. وقد تمكّنت الأطروحة من بلورة مفاهيمه المبتكرة والمتجددة، بلغة عربية مشرقة تامة الوضوح ومتينة البناء، وهو بلا شك من باحثي المستقبل الذين سيضيفون إلى المكتبة الفلسفية العربية دراسات ومباحث جادة.
ثالثاً: جائزة الشيخ زايد للترجمة
وفاز بهذه الجائزة الدكتور فتحي المسكيني من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر (الكينونة والزمان) الذي نشره باللغة الألمانية عام 1927، وصدرت الترجمة العربية عن دار الكتب الجديدة المتحدة في بيروت 2012. والكتاب جديد من نوعه لأنه يتضمَّن ترجمة عالية المستوى لنصٍّ فلسفي متميز بلغته الألمانية الأكاديمية المتخصصة، والذي عُرف بأنه من أمهات المصادر الفلسفية الظاهراتية. وعلى الرغم من الطابع الفلسفي للكتاب، إلا أن المترجم الدكتور المسكيني استطاع أن يقدِّمه بلغة عربية رصينة تجمع بين الوضوح والدقة والجمالية، بالإضافة إلى الشروح الواسعة، والهوامش، وثبت المفاهيم والمصطلحات باللغات العربية والإنجليزية والألمانية. والمترجم متخصص بالفلسفة الألمانية ويمارس تدريسها وله دراسات مؤلفة ومترجمة عن الفلسفة الأوروبية عموماً والألمانية تحديداً تفتقر المكتبة العربية لمثل هذه الترجمات العلمية الدقيقة. ولذا سيكون مرجعاً أساسياً للباحثين والمتخصصين العرب في فلسفة هيدغر، وهو إضافة نوعية على صعيدي الأسلوب والموضوع.
رابعاً: جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية
وفاز بهذه الجائزة الدكتور عبد الله ابراهيم من العراق، عن كتابه (التخيُّل التاريخي.. السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية)، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 2011. والكتاب دراسة علمية جادة في مجال النقد الأدبي الحديث، تتجلى فيها رؤية المؤلف الخاصة التي تحاول تحليل العلاقة بين أبنية السرد في الرواية التاريخية والمرجعيات التاريخية التي توجهها وتتحكم فيها. وتسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن المركزية التاريخية ونقدها كعنصر موجِّه للخيال الروائي (من خلال أمثلة تطبيقية)، وبذلك فإنها تقع في إطار ما يسمى بـ "نقد النقد"، وهي في مجملها تعدُّ امتداداً للمشروع الفكري الجاد للمؤلف في مجال الدراسات النقدية الحديثة.
خامساً: جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى
وفازت بهذا الفرع الباحثة البريطانية مارينا وورنر عن كتابها (السِحرُ الأغرب...وألف ليلةٍ وليلة)، الصادر عن دار شاتو، المملكة المتحدة 2011 ودار جامعة هارفارد الولايات المتحدة 2012. لقد تصدت الروائية والباحثة المعروفة مارينا وورنر للبحث في موضوع يجمع ما بين الثقافتين الإسلامية من ناحية والغربية من ناحية أخرى من حيث الأثر الذي تركته ترجمة كتاب (ألف ليلة وليلة)، الذي حاز في الغرب على مكانة أعلى من المكانة التي حاز عليها في العالم الإسلامي نفسه. وقد كُتب الكثير عن أثر هذا الكتاب المهم الذي يتشكل هو نفسه من عناصر أتته من أمم مختلفة في الأدب الغربي بعد ترجمته في أوائل القرن الثامن عشر على يد المستشرق الفرنسي أنطوان غالان. لكن الكاتبة لا تريد تكرار ما كتب من هذه الزاوية، بل تريد البحث في عنصر الغرابة الذي يستهوي الخيال بمخلوقاته التي لا تتفق والواقع، ولكنها مع ذلك تشكل ظاهرة إنسانية عامة نجد لها مقابلات في ثقافات العالم المختلفة، وهي مخلوقات تعبّر على نحو رمزي عن آمال ومخاوف حقيقية بحيث تبقى الرغبة في التعبير عنها ملازمة للوجود الإنساني. والخلاصة أن هذا الكتاب يجمع ما بين المنحيين؛ السَّردي والبحثي على نحو منهجي دقيق وبلغة سلسة ومنسابة ودقيقة.
سادساً: جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية
وفاز بها (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) في دولة الكويت، والمجلس يُعد من المؤسسات الريادية خليجياً وعربياً منذ تأسيه في 17 يوليو 1973 ليكون مؤسسة ثقافية ترعى الآداب والفنون من خلال مجموعة من المطبوعات، منها: سلسلة (عالم المعرفة)، وهو كتاب شهري صدر العدد الأول منه بعنوان (الحضارة) للدكتور حسين مؤنس في يناير 1978، ووصل تعدادها حتى الآن إلى نحو 400 إصدار. وسلسلة (المسرح العالمي) التي بدأت بالصدور منذ عام 1969، وانضمت تاليا إلى المجلس، وصدر عنها عدد كبير من نصوص المسرح العالمي، والتي كانت محط اهتمام الكثير من المبدعين والروائيين والمسرحيين العرب كونها قدمت نصوصاً مسرحية عالمية وصل تعدادها حتى الآن إلى نحو365 نصاً. وسلسلة مجلة (عالم الفكر) الفصلية الفكرية التي بدأت بالصدور منذ إبريل 1970، وانضوت تالياً تحت إدارة المجلس بعد تأسيسه، وما زالت مستمرة بالصدور حتى وصلت أعدادها إلى 42 مجلداً. وسلسلة (إبداعات عالمية) التي تقدم المسرحيات العالمية، ووصل تعدادها إلى 393 نصاً. و(جريدة الفنون) الشهرية التي تعنى بالفنون المرئية والمسموعة والفنون التشكيلية، والتي انطلقت منذ الأول من يناير 2001، وصدر منها حتى الآن نحو 138 عددا. ومجلة (الثقافة العالمية) التي تعنى بالثقافة العالمية المتنوعة التي صدر منها حتى الآن نحو 169 عددا، وغيرها من الإصدارات التي يرعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إصدارها وتوزيعها وإيصالها إلى القراء في الكثير من دول العالم. ومجموعة من النشاطات الثقافية السنوية مثل: (مهرجان القرين)، و(معرض الكتاب)، و(مهرجان ثقافة الأطفال)، و(مهرجان الموسيقى)، وغيرها من النشاطات الثقافية والفنية.
سابعاً: جائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية
وفاز بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف – مصر. يُعد الدكتور أحمد محمد الطيب الإمام الأكبر، شيخ جامع الأزهر، شخصية تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصِّص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعدِّدة .وشخصيته، إلى جانب ذلك، هي شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار. وقد تجلَّت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه التي ظهرت في أثناء رئاسته لمشيخة (الأزهر الشريف)، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه.