أبوظبي، 12 يوليو 2018: استقطبت الندوة الثقافية التي أقامتها جائزة الشيخ زايد للكتاب الاسبوع الماضي في مكتبة نيويورك العامة، اهتمام الناشرين والمترجمين والمؤلفين في الولايات المتحدة، إذ ناقش الحاضرون تحديات ترجمة الأدب العربي، وتفاصيل منحة الترجمة للناشرين التي تقدمها الجائزة لترجمة الأعمال الأدبية الفائزة بالجائزة للغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
حضر الندوة مجموعة من المؤلفين والناشرين والمترجمين، ورحب سعادة ماجد السويدي، قنصل عام الدولة في نيويورك، بالحضور وقال "تعتبر الندوات الخاصة بترجمة الأدب العربي ضرورية لتطوير الأدب والثقافة العربية، كما تكتسب هذه الندوة أهمية خاصة بالنسبة لتنوع الثقافة العالمية، حيث تعتبر العربية واحدة من أوسع اللغات استخداماً حول العالم. ولدينا في دولة الإمارات تاريخ طويل في جهود الارتقاء بالتنوع والتبادل الثقافي، فعلى مدى تاريخها الحديث نجحت دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها كنموذج يحتذى به في مجال الانفتاح على الآخر والتسامح، كما تحظى بمكانة رائدة في العالم العربي من خلال العديد من المبادرات الثقافية، ومن أبرزاها جائز الشيخ زايد للكتاب."
من جهته نوه يورغن بوز مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بمكانة جائزة الشيخ زايد للكتاب، وقال "الكتب المترجمة ومن يقفون خلف هذا الجهد من مؤلفين ومترجمين وناشرين، يمنحوننا الفرصة لفهم الآخر، ومن ثم احترام ثقافات لا ننتمي إليها."
كما استعرض عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، تفاصيل منحة الترجمة التي تقدمها الجائزة للكتب المؤلفة عن الثقافة العربية، وأوضح "تعتبر منحة الترجمة للناشرين مبادرة مهمة، ونأمل أن تساهم في زيادة أعداد الكتب العربية التي يتم ترجمتها ونشرها خارج العالم العربي. وقد تم تصميم المنحة بالتوافق مع الفئات التسع لجائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي تجمع بين تكريم أعمال الأدب العربي، وكذلك تكريم الجمهور الدولي، ضمن فئات أفضل ناشر، وأفضل ترجمة، وأفضل عمل عن الثقافة العربية. وبذلك تسهم كل من الجائزة والمنحة بقوة في تعزيز ونشر الثقافة العربية، وتطوير ساحة الإبداع على المستوى الثقافي العربي وكذلك الأعمال العالمية المرتبطة بها."
وفي الندوة النقاشية التي أدارها تشيب روزتي، مدير تحرير سلسلة المكتبة العربية الصادرة عن دار نشر جامعة نيويورك، ناقش أساتذة مختصون تحديات ترجمة الأدب العربي وآفاق الانفتاح على الثقافات الأخرى، من بينهم؛ جون سيسليانو المحرر التنفيذي في دار بنجوين وبنجوين كلاسيكس. وهو مترجم رواية "فرانكشتاين في بغداد" للروائي العراقي أحمد سعداوي، أول رواية عربية تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر العالمية. كما ترجم المجموعة القصصية "معرض الجثث" للكاتب العراقي حسن بلاسم، والحاصل على جائزة الإندبندنت العالمية للأدب الأجنبي، وأحد أفضل عشرة كتب لعام 2014. كما شارك في النقاش كل من الكسندر إلنسون الأستاذ المساعد في كلية هنتر، وماكس ويس الأستاذ المساعد في جامعة برنستون.
وتعتبر الندوة التي استضافتها مكتبة نيويورك العامة، هي الأولي ضمن سلسلة من الندوات التي تنظمها جائزة الشيخ زايد للكتاب خلال العام الجاري، لرفع الوعي تجاه "منحة الترجمة للناشرين"، وتقام ندوات لاحقة في كل من إيطالي والمملكة المتحدة.