في ندوة فكرية بلندن الشيخ زايد للكتاب تشجيع للحوار الثقافي مع الآخر
أبوظبي،
أبوظبي -- سبتمبر 2017- نظّمت جائزة الشيخ زايد للكتاب جلسة حوارية أمس مع الناشرين والمؤلفين والمترجمين لمناقشة فرع الجائزة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" بحضور نخبة من الأدباء والناشرين و المترجمين في فندق لانزبوروه في لندن، وتم مناقشة الجوائز الأدبية العالمية وأثرها على فتح باب الحوار بين الثقافات.
واستهلت الجلسة الحوارية بكلمة ترحيب ألقاها عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي. تحدث خلالها عن دور الدائرة في رعاية المبادرات الثقافية والتي تندرج من ضمنها جائزة الشيخ زايد للكتاب، والجائزة العالمية للرواية العربية و "معرض أبوظبي الدولي للكتاب"، ومشروع "كلمة" للترجمة، بالإضافة الى مبادرات الدائرة في الفنون، من خلال بناء المتاحف العالمية والمراكز الفنية مثل "متحف زايد الوطني" ومتحف "اللوفر أبوظبي"، و"متحف جوجنهايم أبوظبي" . وقال: "من خلال كل هذه المبادرات الرائدة، تسعى دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي الى مد جسور التواصل مع الثقافات الأخرى لتوسيع آفاق التواصل الحضاري، وتسليط الضوء على ابداعها، وتكريم الأعمال الفكرية والأدبية والنقدية والبحثية التي تُثري الحركة الثقافية العربية والعالمية، وتحفيز الناشرين العرب ، وتنشيط حركة الترجمة."
أما الناشرة البريطانية ومؤسسة جائزة بانيبال للترجمة الأدبية، مارغريت أوبانك، فقالت " كلا الجائزتين - جائزة الشيخ زايد للكتاب وجائزة بانيبال لهما الكثير من السمات المشتركة ولعل أهمها هي تشجيع الحوار الثقافي؛ الحوار الذي سيثري تجربة ومعرفة الآخر."
من جهتها، عقّبت الناقدة البحرينية د.ضياء الكعبي، عضو الهيئة العلمية للجائزة، خلال كلمتها على إسهام فرع الجائزة للثقافة العربية في اللغات الأخرى في تعميق المثاقفة الحضارية بين العربية واللغات الأخرى، من خلال الأعمال الفائزة في هذا الفرع التي شملت الفكر والأدب والثقافات المختلفة. وأكملت بقولها: "لم يقتصر احتفاء جائزة الشيخ زايد للكتاب فقط على جائزة العربية في اللغات الأخرى وإنما سنجد أن شخصية العام الثقافية قد فاز بها مستشرقون لهم أعمالهم المهمة جدًا في مجال العربية في الثقافات المختلفة."
وقدمت المؤرخة والأديبة مارينا وورنر عرضاً عن تجربتها في كتابها الفائز بجائزة "الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى" والتي تتناول فيه عناصر الغرابة في حكايات "ألف ليلة وليلة" سواء تلك التي تتجلى في الشخصيات أو المخلوقات الغريبة الأخرى أو الأمكنة المتخيلة التي تناولتها تلك الحكايات، وهو ما لم يتناوله الباحثون الغربيون كثيرًا. ولذلك استخدمت الكاتبة الكثير من المصادر والمراجع ليس فقط في الثقافة العربية والإسلامية إنَّما في الثقافات الأخرى التي ظهرت فيها الحكايات الشعبية والفولكلورية المشابهة لحكايات "ألف ليلة وليلة"، فعزَّزت كتابها بالتحليل المقارن وهي تجمع بين التحليل السردي والتاريخي ما أكسب كتابها قيمة معرفية في مجال الدراسات النقدية والجمالية.
يذكر أن جائزة الشيح زايد للكتاب استحدثت فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عام 2013 حرصاً على أن تنال الإصدارات الرصينة التي تقدم إضافات معرفية استثنائية إلى حقول الثقافات الكونية تقديراً علمياً. وفاز بالجائزة في عام 2017 الباحث الألماني د.دافيد فيرمر. عن كتابه "من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر" وفي 2016 فاز بها الأستاذ الفرنسي/ المصري الدكتور رشدي راشد عن كتاب"الزوايا والمقدار" باللغة الفرنسية والعربية" وعام 2015 فاز بها الأديب الياباني سوغيتا هايدياكي، عن كتاب "تأثير الليالي العربية في الثقافة اليابانية". وفي عام 2014 فاز الأستاذ ماريو ليفيراني الإيطالي عن كتابه "تخيّل بابل" وأول فائزي الجائزة كانت المؤرخة مارينا وورنر البريطانية عن كتابها " السحر الأغرب وألف ليلة وليلة".