حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2010
أبوظبي،
تسلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو مجلس الاتحاد وحاكم الشارقة جائزة شخصية العام الثقافية في احتفالية ثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب شهدتها العاصمة ابوظبي في قصر الامارات لتكريم فائزي الدورة الرابعة للجائزة التي باتت حدثا سنويا عالميا ينتظره أدباء ومثقفي العالم العربي.
وقام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرالداخلية بتسليم صاحب السمو حاكم الشارقة هذه الجائزة تقديرا لجهود سموه في الحركة العلمية والثقافية النهضوية التي انتهجها على مدى أكثر من ثلاثة عقود في إقامة المؤسسات العلمية والثقافية بإمارة الشارقة ودعم النشاطات ذاتها بدولة الإمارات العربية المتحدة وسائر دول العالم بالاضافة لانتهاجه سياسة ثقافية واعية في شتى الحقول العلمية والمعرفية.
والقى صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة عقب تسلم سموه الجائزة تحدث فيها عن المعاني السامية التي سعى المغفور له زايد ين سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لغرسها في نفوس ابناءها المواطنين والتي كانت طريق هداية لهم لبناء مجتمعهم ووطنهم. واستعرض سموه مراحل بناء الدولة الحديثة التي قادها فقيد الوطن الغالي، الذي مافتئ يحث على العلم والتعلم والقراءة بهمة القادة الذين يعرفون كيف ينيرون دورب ابناءهم بخطى واثقة وبعزيمة الرجال الذين يعرفون كيف تصنع الأمم أمجادها.
وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى
حاكم الشارقة الشخصية الثقافية للدورة الرابعة لجائزة الشيخ زايد للكتاب:
" إخواني.. لن أتحدث اليوم عن الجائزة وآفاقها، بل سأتحدث عن صاحب الجائزة. منذ أكثر من 40 سنة وصل الى هذه الارض وزير الخارجبة البريطاني لحكومة حزب العمل آنذاك، وأكد للجميع أن بريطانيا لن تسحب قواعدها فيما وراء السويس، وبعد ستة أشهر وإذ بنفس الوزير لنفس الحكومة يأتي ليعلن الانسحاب المفاجئ".
وتابع سموه: " وكانت صدمة للجميع، وأصبحت الناس كالأغنام في الليلة الماطرة، وأفترقت الفئات، وتنابزت بالألقاب، وتداعت علينا الأمم" وأضاف سموه " وإذا بنجم يلوح بالأفق من هذه الأرض، نجم لاح على صفحات الماء، كان ذلك زايد بن سلطان آل نهيان، وإذا بالرجل وبهمة الرجال يسرع الخطى ويجترح المسافات، يؤمن الخائف ويعلم الجاهل، ويكّون أمة. أقول إنه هو الأمة".
وزاد سمو حاكم الشارقة: " وإذا به ينقل هذه الدولة الفتية إلى مقدمة دول العالم، يرتقي بها يوما بعد يوم، وتكتسب من خلال سياسته الحكيمة كل وفاء وكل محبة من جميع الدول".
وتابع سموه :" وفي يوم من أيام رمضان .. إذ بكلمات ترفضهما الآذان ، ويرفض أن ينطقهما اللسان، وإذ بها تمزق الوجدان.... مات زايد بن سلطان. وإذ الدموع تندفع من المحاجر والكلمات تغص بالحناجر، والسكون يعم المكان إلا من كلمات ..... اللهم لا اعتراض، اللهم لا اعتراض، اللهم لا اعتراض".
وختم سموه كلمته قائلا: "وتمر بنا الأيام، نحفظ كثيرا ونضيع كثيرا، ونحن من تربى على يد زايد، ونحن من شرب من مشارب زايد وكأننا لسنا بأوفياء لزايد ... ومن على هذا المنبر أدعو جميع الحاضرين في هذه الصالة والذين يشاهدوننا من خلال التلفاز.... أيتها الام... أيها الأب.. أمسك القلم وأجعل أبناءك حولك، وسطّر... هذا ماكان يحبه زايد، وهذا ماكان لا يحبه زايد، ونجمع تلك الأوراق، ونضعها في الصدور، ونضعها في مقدمة الدستور، وبهذا الوفاء نكون قد اوفينا زايد حقه".
شهد حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومعالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة، ومعالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة ابوظبي للثقافة والتراث. كما حضر الحفل عدد من الشيوخ وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة، ونخبة من الفعاليات الثقافية والكتاب والأدباء وممثلي وسائل الاعلام.