وهي تستقبل المشاركات في دورتها الثامنة- جائزة الشيخ زايد للمؤلِّف الشاب تجارب قرائية متنوعة في المضامين والمناهج
أبوظبي،
منذ فتح باب الترشح في منتصف أيار/ مايو 2013، يستقبل فرع جائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب المشاركات في الدورة الثامنة 2013 – 2014. وفي دوراته السبع الماضية، تميزت الكتب الفائزة بهذا الفرع بالتنوّع في المناهج القرائية والمضامين المعرفية والأدبية. ويشمل هذا الفرع المؤلَّفات في مختلف فروع العلوم الإنسانية والفنون والآداب، بالإضافة إلى الأطروحات العلمية (المنشورة في كتب)، على ألا يتجاوز عمر كاتبها الأربعين عاماً.
وكان كتاب الباحث السوري الدكتور محمود زين العابدين (عمارة المساجد العثمانية)، الصادر عن دار قابس للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت عام 2006، قد فاز بدورة فرع المؤلِّف الشاب الأولى عام 2007.
يركِّز الكتاب على العلاقة بين البُعدين المعماري والإنشائي في العمارة العثمانية التي حقق روادها الأوائل مستوى عال من الإتقان الفني والجمالي من خلال توظيف الطّرز المتغايرة في تصميم القباب والمساجد في الشام ومصر، وفي بقية الدول العربية والإسلامية. إلى جانب ذلك عزّز المؤلِّف الصور الفوتوغرافية المعتمدة في كتابه بشروح وتفاسير تحليلية مقارنة، خصوصاً صور المساجد والجوامع التي زارها شخصياً في تركيا ومصر، لا سيما التركيز على تصوير المساقط الأفقية، والمقاطع، والواجهات. لقد زوّد المؤلّف كتابه هذا بمسرد مقارن للمصطلحات الجمالية والثقافية الخاصة بالمعرفة المعمارية بلغات ثلاث، هي العربية والإنجليزية والتركية.
وفي دورة العام 2008، فاز كتاب الباحث المغربي الدكتور محمد سعدي (مستقبل العلاقات الدولية: من صراع الحضارات إلى أنسنة الحضارة وثقافة السلام)، الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت عام 2006.
تكمن قيمة هذا الكتاب في تناوله لعدد من الجوانب النظرية - الفلسفية الخاصة بالعلاقات الدولية من خلال عرض وتحليل ونقد نظرية (نهاية التاريخ) التي قال بها فرانسيس فوكوياما عام 1989، ونظرية (صدام الحضارات) التي قال بها صموئيل هنتنغتون عام 1993. جاء الكتاب بمقدمة وثمانية فصول وخاتمة، دعا فيها المؤلِّف إلى ضرورة إعادة النّظر في العديد من المسلّمات الراسخة في أذهاننا عن صورة الآخر، ومن الضروري للغرب أن يقدّم صورة موضوعية ونزيهة عن العرب والمسلمين. وأكّد على أن رسالة الإسلام ومبادئه لا يمكن أبداً أن تدعو إلى الصدام والصراع مع الحضارات والديانات الأخرى؛ فالإسلام الحقيقي هو إسلام المحبّة والسلام والإخاء واحترام الآخر، ونبذ العنف والتطرف، والدفاع عن القيم النبيلة، واحترام حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة، والقضاء على الفقر، والانفتاح على كل الحضارات الإنسانية.
وفي دورة عام 2009، فاز كتاب الباحث الجزائري يوسف وغليسي (إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد)، الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت ودار الاختلاف بالجزائر عام 2008.
يدرس هذا الكتاب إشكالية مصطلح الأدب الحديث من خلال استقراء ماهية دلالات المصطلحات النقدية، ومعاييرها، وآليات نحتها، واشتغالها في النقد الجمالي الحديث الذي عملت به بعض المدارس النقدية كالمدرسة الأسلوبية، والسيميائية، والتفكيكية وغيرها من المدارس النقدية الحديثة والمعاصرة.
جاء هذا الكتاب على درجة عالية من التوثيق، ملماً بالمسائل والقضايا المتنوّعة والمختلفة التي طرحها المصطلح النقدي سواء في ترجمته إلى العربية أو في نحته ورسمه للمصطلحات أو في تعريفه أو استخدامه على نحو اشتقاقي أو مجازي أو إحيائي أو تعريبي أو نحتي.
وفي دورة العام 2010، فاز كتاب الباحث المغربي الدكتور محمد الملاخ (الزمن في اللغة العربية: بنياته التركيبية والدلالية)، الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت، ودار الأمان في الرباط، ومنشورات الاختلاف في الجزائر عام 2009. ويتميز هذا الكتاب بتماسك منهجه العلمي في معالجة قضية لسانية مهمة تلك هي قضية الزمن في اللغة بطريقة علمية رصينة تجمع بين دقة المفاهيم، ووضوح العرض في شقيه النظري والتطبيقي، الأمر الذي يجعل هذا الكتاب مرجعاً نوعياً في مجاله بلغة سلسة تستوعب الدراسات العربية وغير العربية في مزج محكم ودقيق.
وفي دورة عام 2011، فازت الباحثة التونسية ليلى العبيدي عن كتابها (الفكه في الإسلام)، الصادر عن دار الساقي في بيروت عام 2010، والذي يتضمّن دراسة تحليلية جادّة للفكاهة في الإسلام، وفي الموروث العربي الإسلامي، تقوم على قراءة عميقة للنصوص والوقائع، وتنحى منحى حضارياً يبين ما تنطوي عليه الحضارة العربية الإسلامية من تسامح، وسعة أفق للترويح عن النفس. وينتمي الكتاب حقلياً إلى الدراسات الأنثروبولوجية، فعلى الرغم من أن العبيدي اعتمدت في كتابها على المنهج التاريخي، إلا أنها استعانت أيضاً بمناهج أخرى كمناهج التحليل والتفكيك والتركيب.تكشف فصول الكتاب الستة عن تنظيم علمي ومنهجي منضبطين يقومان على التوثيق الدقيق والتحليل المنهجي للنصوص، كما يقومان على التنامي الحسن لموضوعاته، فضلاً تزوّد الكتاب بالمصادر والمراجع والفهارس لكل ما ورد في الكتاب من آيات قرآنية كريمة، وأحاديث نبوية شريفة، وأسماء أعلام وأماكن ومصطلحات.
أما في الدورة السابعة 2013، فقد فاز كتاب الباحث المغربي الدكتور عادل حدجامي (فلسفة جيل دولوز عن الوجود والاختلاف)، الصادر عن دار توبقال للنشر في الدار البيضاء عام 2011، والذي جاء كضرورة ملحة للقارئ العربي كونه قدم مفاصل فلسفة دولوز بالتحليل والعرض والدراسة المقارنة، ولذلك تعد قراءة حجامي لتلك المفاصل ذات طابع مفتاحي صبها المؤلّف في ثلاثة أقسام تابعت، وبجهد تحليلي مقارن، حضور دولوز في المشهد الفلسفي المعروض له عبر تاريخ الفلسفة الطويل، الذي ولجه حجامي من أبواب قلبه ذاك الذي بناه - دولوز - ليس بعيداً عن إشكاليات الفلسفة المعروفة، سواء فيما هو أنطولوجي أو أكسيولوجي أو إبستمولوجي، وهي الأقسام التي ضمَّت فصول الكتاب التسعة عشر.
وتجدر الإشارة إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت عن فتح باب الترشح للدورة الثامنة 2013 – 2014 منذ منتصف شهر أيار/ مايو الماضي، وسيستمر حتى منتصف تشرين الأول/ أكتوبر القادم في استقبال الترشيحات بكل فروع الجائزة، ومنها فرع المؤلِّف الشاب.