الرجوع إلى الفائزين
التنمية وبناء الدولة 2017
د. محمد شحرور (1938-2019)
سوريا
ولد د.محمد شحرور في دمشق عام 1938 . بعد حصوله على الثانوية العامة سافر إلى الاتحاد السوفييتي ليتابع دراسته في الهندسة المدنية، حيث تخرج بدرجة دبلوم 1964 من جامعة موسكو ثم عاد لدمشق وعمل عميداً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق حتى عام 1968. أوفد إلى جامعة دبلن بإيرلندا عام 1968 للحصول على شهادتي الماجستير عام 1969، والدكتوراه عام 1972 في الهندسة المدنية. بدأ الدراسة والبحث في مجال الدراسات القرآنية من عام 1967 وله العديد من الاسهامات العلمية في هذا الشأن منها: الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، عن دار الأهالي عام 1990. وكتاب الدولة والمجتمع، عن دار الأهالي عام 1994. و الإسلام والإيمان – منظومة القيم ، عن دار الأهالي عام 1996. وكتاب دليل القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم، عن دار الساقي 2016. وصدر له كتاب مترجم للإنكليزية عن دار بريل بعنوان The Quran Morality and Critical Reason’ by Brill in 2008. د. محمد أرمل وله اربعة ذكور وبنت ويجيد العربية والانكليزية والروسية.
منذ استلام الجائزة، قام د. محمد شحرور بتنقيح وإعادة نشر ثلاث كتب وهي على التوالي:
- نحو أصول جديدة للفقه عن دار الساقي سنة 2017. (400 صفحة)
- تجفيف منابع الإرهاب عن دار الساقي سنة 2018 (400 صفحة)
- الدولة والمجتمع هلاك القرى وازدهار المدن عن دار الساقي سنة 2018. (416 صفحة)
يوضح د. محمد شحرور أن القراءة المعاصرة، يجب أن تكون متجددة، والهدف منها السعي لفهم التنزيل الحكيم وفق الواقع الذي نعيشه. وهذا ما قام به في هذه الكتب بدءاً بكتاب نحو أصول جديدة للفقه، الذي قدم فيه أسس التشريع كما جاءت في التنزيل الحكيم بمفهوم معاصر يتماشى مع معطيات الواقع، إذ قام مثلاً بتقديم مفهوم معاصر لملك اليمين الذي قدمته نصوص الرسالة المحمدية الخاتم كبديل عن الرق، ويرتبط بمختلف مهام الحياة اليومية. كما قدم فيه مفهوم الطلاق كما ورد في هذه النصوص والذي يختلف جلّ الاختلاف عما جاء في كتب الفقه، ويثبت لنا ككل مرة أن الفقه تشريع إنساني مرحلي بينما التشريع في كتاب الله فأبدي وصالح لكل زمان ومكان، ولهذا يؤكد د. محمد أننا نحتاج دائما لقراءته بأعيينا وليس بأعين من سبقونا.
كما قام د. محمد في كتابه تجفيف منابع الإرهاب بتقديم شرح وافي عن مفهومي الجهاد والقتال، من منطلق التحليل النصي للآيات وفق أسس اللسانيات الحديثة، وبعيداً عن المغالطات التي نجدها في الكتب التي تنقل عن التراث وتشرح بناء عليها هذه النصوص شرحاً يدعو إلى العنف والفوضى والإرعاب، متجاهلين تماماً اختلاف السياقات الفكرية والسياسية في الوقت الراهن عن ذلك الزمان، وبالتالي يوضح د. محمد أنه يجب تجاوز هذه التفسيرات التراثية لأنها محكومة بظروف زمانها وشروطه الموضوعية.
أما كتاب الدولة والمجتمع، فقد قام بإعادة بنيته الفكرية بعد أن اتضح له من خلال بحثه الفرق بين مصطلحي القرية والمدينة في التنزيل الحكيم، وتوصل إلى أن المراد بالمصطلح الأول أي القرية، توصيف المجتمعات ذات التوجه الأحادي على كل المستويات بما فيها الديني والسياسي، بينما مصطلح المدينة فيقصد به المجتمعات التي تعتمد التوجه التعددي على كل الأصعدة وصولاً إلى الديني والسياسي. وتوصل إلى نتائج أطلعتنا عليها نصوص التنزيل الحكيم، تفيدنا بأن الله عز وجل يبشر في طيات نصوصه المجتمعات المتعددة بالازدهار والتطور والرخاء، بينما يتوعد المجتمعات الأحادية بالدمار والهلاك، وعندما أسقطت هذه النتائج على واقع مجتمعات العالم تبينت له مصداقيتها تاريخاً وحاضراً، وستظل كذلك مستقبلا لأنها قانون رباني لا يخطىء.
وقد صدر سنة 2017 الكتاب الحائز على الجائزة "الإسلام والإنسان" مترجماً للغة الإنجليزية مع دار نشر ألمانية، وسيصدر في نهاية سنة 2019 مترجما للغة الفرنسية مع دار نشر فرنسية، كما سيصدر كتاب ثاني مزدوج عربي-فرنسي بعنوان: "القرآن في الفكر المعاصر: محاضرات الدكتور شحرور بمعهد العالم العربي بباريس 2017-2018"، مع دار الساقي.